السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{عَنِ ٱلۡيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ عِزِينَ} (37)

{ عن } أي : متجاوزين إليك مكاناً عن جهة { اليمين } أي : منك حيث يتيمنون به { وعن الشمال } أي : منك وإن كانوا يتشاءمون به ، وقوله تعالى : { عزين } حال من الذين كفروا ، وقيل : من الضمير في مهطعين فتكون حالاً متداخلة ، أي : جماعات جماعات وحلقاً حلقاً متفرقين فرقاً شتى أفواجاً لا يتمهلون ليأتوا جميعاً . جمع عزة وأصلها عزوة لأنّ كل فرقة تعتزي إلى غير ما تعتزي إليه الأخرى فهم متفرقون قال الكميت :

ونحن وجندل باغ تركنا *** كتائب جندل شتى عزينا

وجمع عزة جمع سلامة شذوذاً .

وقيل : كان المستهزؤون خمسة أرهط روي أنّ المشركين كانوا يجتمعون حول النبيّ صلى الله عليه وسلم يستمعون كلامه ويستهزؤون به ويكذبونه ويقولون : إن دخل هؤلاء الجنة كما يقول محمد فندخلها قبلهم ، فردّ الله تعالى عليهم بقوله عز من قائل : { أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم } .