فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{عَنِ ٱلۡيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ عِزِينَ} (37)

{ عن اليمين وعن الشمال عزين } أي عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم وعن شماله جماعات متفرقة وعزين جمع عزة وهي العصبة من الناس ، وقيل أصلها عزوة من العزو ، وكأن كل فرقة تعتزي إلى غير من تعتزي إليه الفرقة الأخرى وقال في الصحاح العزة الفرقة من الناس ، والهاء عوض عن الياء والجمع عزى وعزون ، قال ابن عباس عزين العصب من الناس معرضين يستهزئون به ، وأخرج مسلم وغيره عن جابر قال دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ونحن حلق متفرقون فقال ما لي أراكم عزين " ( {[1632]} ) .


[1632]:روى مسلم في "صحيحه" 1/322 عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآنا حلقا، فقال:"ما لي أراكم عِزينَ؟" أي جماعات في تفرقة، جمع عزة، وأصلها "عزوة" فحذفت الواو وجمعت جمع السلامة على غير قياس كُثبين جمع ثُبة. والحديث رواه أيضا أحمد، وأبو داود، والنسائي، وابن جرير الطبري. وفي هذا الحديث دلالة على أن التفرقة في الأجسام تولّد التفرقة في القلوب.