بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَمَا يَتَّبِعُ أَكۡثَرُهُمۡ إِلَّا ظَنًّاۚ إِنَّ ٱلظَّنَّ لَا يُغۡنِي مِنَ ٱلۡحَقِّ شَيۡـًٔاۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِمَا يَفۡعَلُونَ} (36)

ثم قال : { وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّا } ، يعني : لا يستيقنون أن اللات والعزى آلهة بالظن ، ومعناه أنهم يتركون عبادة الله تعالى وهو الحق ، لأنهم يقرون بأن الله خالقهم فيتركون الحق ويتبعون الظن . { إَنَّ الظن لاَ يُغْنِى مِنَ الحق شَيْئًا } ، يعني : علمهم لا يغني من عذاب الله شيئاً ؛ ويقال : { وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ } يعني : ما قذف الشيطان في أوهامهم { إَنَّ الظن } يعني : ما قذف الشيطان في أوهامهم لا يستطيعون أن يدفعوا الحق بالباطل . ويقال : وما يتبع يعني : وما يعمل أكثرهم { إِلاَّ ظَنّا } يظنون في غير يقين وهم الرؤساء ، وأما السفلة فيطيعون رؤساءهم { إَنَّ الظن لاَ يُغْنِى مِنَ الحق شَيْئًا } . { إِنَّ الله عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ } من عبادتهم الأصنام وما يقولون من القول المختلق والكذب .