بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{بَلۡ كَذَّبُواْ بِمَا لَمۡ يُحِيطُواْ بِعِلۡمِهِۦ وَلَمَّا يَأۡتِهِمۡ تَأۡوِيلُهُۥۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (39)

قوله : { بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ } ، يعني : القرآن لم يعلموا ما فيه ؛ ويقال : لم يعلموا ما عليهم بتكذيبهم . { وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ } ، يعني : ولما يأتهم عاقبة ما وعدوا في هذا القرآن ، يعني : سيأتيهم ما وعد لهم ، وهو كائن في الدنيا بالعذاب ، وفي الآخرة بالنار .

ثم قال : { كذلك كَذَّبَ الذين مِن قَبْلِهِمْ } ، هكذا كذب الأمم الخالية رسلهم . { فانظر كَيْفَ كَانَ عاقبة الظالمين } ، يعني : كيف صار جزاء المكذبين لرسلهم . فيه تعزية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحثّ له على الصبر ، وتخويف لهم بالعقوبة .