بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{بَلۡ مَتَّعۡنَا هَـٰٓؤُلَآءِ وَءَابَآءَهُمۡ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡعُمُرُۗ أَفَلَا يَرَوۡنَ أَنَّا نَأۡتِي ٱلۡأَرۡضَ نَنقُصُهَا مِنۡ أَطۡرَافِهَآۚ أَفَهُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ} (44)

ثم قال عز وجل : { بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلاء } ، يعني : أجلناهم وأمهلناهم { وَءابَاءهُمْ } من قبلهم . { حتى طَالَ عَلَيْهِمُ العمر } ، يعني : الأجل . { أَفَلاَ يَرَوْنَ } ، يعني : أفلا ينظر أهل مكة ؟ { أَنَّا نَأْتِى الأرض نَنقُصُهَا } ، أي نأخذ ونفتح الأرض ننقصها . { مِنْ أَطْرَافِهَا } ؟ ما حول مكة ، أي ننقصها بمحمد صلى الله عليه وسلم من نواحيها ؛ ويقال : يعني : نقبض أرواح أشراف أهل مكة ورؤسائها ؛ وقال الحسن : هو ظهور المسلمين على المشركين ؛ وروى عكرمة عن ابن عباس قال : هو موت فقهائها وذهاب خيارها ؛ وقال الكلبي : يعني : السبي والقتل والخراب . ثم قال تعالى : { أَفَهُمُ الغالبون } ؟ يعني : أن الله تعالى هو الغالب وهم المغلوبون .