الآية 44 : ثم بين الذي حملهم على ذلك ، وهو ما قال : { بل متعنا هؤلاء وآباءهم حتى طال عليهم العمر } ولم يأخذهم{[12641]} بالعقوبة بأعمالهم التي عملوها [ وما ظنوا ] {[12642]} أن الله راض عنهم وأنهم على الحق . ولهذا قالوا : { لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا } [ الأنعام : 148 ] ادعوا رضا الله بما هم عليه آباؤهم .
ثم بين أنه ، وإن تركهم وقتا طويلا ، ومتعهم عليه{[12643]} ، قد نقص ما{[12644]} كانوا يملكون حين{[12645]} غلب عليهم رسول الله على بعض أملاكهم ، وجعله ملكا للمسلمين ، وهو قوله : { أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها } [ ثم اختلف في تأويل هذا . قال الحسن : قوله : { أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها } ]{[12646]} أي اعلموا { أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها } أن نحشرهم يوم القيامة من أطراف الأرض إلى المحشر . فذلك نقصها .
وقال غيره : { أفلا يرون } أن رسول الله كلما بعث إلى أرض{[12647]} ظهر عليها [ وهو ما ] {[12648]} قال : { ننقصها من أطرافها } بالظهور عليها أرضا فأرضا { أفهم الغالبون } أي ليسوا هم الغالبين ، ولكن رسول الله هو الغالب عليهم .
وقال ابن عباس { ننقصها } بذهاب فقهائها وخيار أهلها . وقال قتادة : { ننقصها من أطرافها } بالموت . وقال : لو كانت الأرض تنقص لم يوجد للرجل مجلس يجلس فيه . ونحو هذا قد قالوا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.