السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{بَلۡ مَتَّعۡنَا هَـٰٓؤُلَآءِ وَءَابَآءَهُمۡ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡعُمُرُۗ أَفَلَا يَرَوۡنَ أَنَّا نَأۡتِي ٱلۡأَرۡضَ نَنقُصُهَا مِنۡ أَطۡرَافِهَآۚ أَفَهُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ} (44)

{ بل متعنا هؤلاء } أي : الكفار على حقارتهم { وآباءهم } من قبلهم بالنعم استدراجاً { حتى طال عليهم العمر } أي : امتدّت بهم أيام الدنيا بالروح والطمأنينة فحسبوا أن لا يزالوا على ذلك لا يغلبون ولا ينزع عنهم ثوب أمنتهم واستمتاعهم فاغتروا بذلك وذلك طمع فارغ وأمل كاذب ، وغلظ ورش اللام بخلاف عنه { أفلا يرون } أي : يعلمون علماً هو في وضوحه مثل الرؤية بالبصر { أنّا نأت الأرض } أي : أرض الكفرة { ننقصها من أطرافها } بتسليط المسلمين عليها وإظهارهم على أهلها بقتل بعض ورّد بعض عن دينه إلى الإسلام فهم في نقص وأولياؤنا في زيادة { أفهم الغالبون } أي : مع مشاهدتهم لذلك أم أولياؤنا .