لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{بَلۡ مَتَّعۡنَا هَـٰٓؤُلَآءِ وَءَابَآءَهُمۡ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡعُمُرُۗ أَفَلَا يَرَوۡنَ أَنَّا نَأۡتِي ٱلۡأَرۡضَ نَنقُصُهَا مِنۡ أَطۡرَافِهَآۚ أَفَهُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ} (44)

{ بل متعنا هؤلاء } يعني الكفار { وآباءهم } أي في الدنيا بأن أنعمنا عليهم وأمهلناهم { حتى طال عليهم العمر } أي امتد بهم الزمان فاغتروا { أفلا يرون } يعني هؤلاء المشركين { أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها } يعني ننقص من أطراف المشركين ، ونزيد من أطراف المؤمنين يريد بذلك ظهور النبي صلى الله عليه وسلم وفتحه ديار الشرك أرضاً فأرضاً وقرية فقرية ، والمعنى أفلا يرى هؤلاء المشركون بالله المستعجلون بالعذاب آثار قدرتنا في إتيان الأرض من جوانبها بأخذ الواحد ، بعد الواحد وفتح البلاد والقرى مما حول مكة وإدخالها في ملك محمد صلى الله عليه وسلم ، وموت رؤوس المشركين المتنعمين بالدنيا . أما كان لهم عبرة في ذلك فيؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ويعلموا أنهم لا يقدرون على الامتناع منا ومن إرادتنا فيهم ثم قال { أفهم الغالبون } استفهام بمعنى التقريع معناه بل نحن الغالبون وهم المغلوبون .