بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قُلۡ أَنزَلَهُ ٱلَّذِي يَعۡلَمُ ٱلسِّرَّ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ إِنَّهُۥ كَانَ غَفُورٗا رَّحِيمٗا} (6)

قوله عز وجل : { قُلْ } يا محمد { أَنزَلَهُ } يعني : القرآن { الذى يَعْلَمُ السر فِى * السموات والأرض } يعني : يعلم السِّرَّ والعلانية ، ومعناه : لو كان هذا القول من ذات نفسه لعلمه الله تعالى ، وإذا علمه عاقبه ، كما قال تعالى : { وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الاقاويل * لأَخَذْنَا مِنْهُ باليمين } [ الحاقة : 44 ، 45 ] ثم قال { إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً } فكأنه يقول : ارجعوا وتوبوا ، فإنه كان { غفوراً } لمن تاب ، { رحيماً } بالمؤمنين .