بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ ءَالِهَةٗ لَّا يَخۡلُقُونَ شَيۡـٔٗا وَهُمۡ يُخۡلَقُونَ وَلَا يَمۡلِكُونَ لِأَنفُسِهِمۡ ضَرّٗا وَلَا نَفۡعٗا وَلَا يَمۡلِكُونَ مَوۡتٗا وَلَا حَيَوٰةٗ وَلَا نُشُورٗا} (3)

قوله عز وجل : { واتخذوا مِن دُونِهِ ءالِهَةً } يعني : تركوا عبادة الله الذي خلق هذه الأشياء ، وعبدوا غيره . { لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا } يعني : عبدوا شيئاً لا يقدر أن يخلق ذباباً ، ولا غيره { وَهُمْ يُخْلَقُونَ } يتخذونها بأيديهم { وَلاَ يَمْلِكُونَ لاِنفُسِهِمْ ضَرّاً } أي : لا تقدر الآلهة أن تمتنع ممن أراد بها سوءاً { وَلاَ نَفْعاً } أي لا تقدر أن تسوق إلى نفسها خيراً . ويقال : لا يملكون دفع مضرة ، ولا جر منفعة . { وَلاَ يَمْلِكُونَ مَوْتاً } يعني : لا يقدرون أن يميتوا أحداً { وَلاَ حياة } أي : ولا يحيون أحداً { وَلاَ نُشُوراً } يعني : بعث الأموات . ويقال : ولا يملكون موتاً ، يعني : الموت الذي كان قبل أن يخلقوا ، ولا حياة ، يعني : أن يزيدوا في الأجل ، ولا نشوراً بعد الموت . ويقال : { لاَّ يَمْلِكُونَ *** مَوْتاً وَلاَ حياة } يعني : أن يبقوا أحداً { وَلاَ نُشُوراً } يعني : أن يحيوه بعد الموت . وإنما ذكر الأصنام بلفظ العقلاء ، لأن الكفار يجعلونهم بمنزلة العقلاء ، فخاطبهم بلغتهم .