فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قُلۡ أَنزَلَهُ ٱلَّذِي يَعۡلَمُ ٱلسِّرَّ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ إِنَّهُۥ كَانَ غَفُورٗا رَّحِيمٗا} (6)

{ قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } أي ليس ذلك مما يفترى ، ويفتعل ، بإعانة قوم وكتابة آخرين من الأحاديث الملفقة وأخبار الأولين بل هو أمر سماوي أنزله الذي يعلم كل شيء لا يغيب عنه شيء من الأشياء فلهذا عجزتم عن معارضته ولم تأتوا بسورة مثله ، وخص السر للإشارة إلى انطواء ما أنزله سبحانه على أسرار بديعة ، لا يبلغ إليها عقول البشر ، والسر : الغيب ، أي يعلم الغيب الكائن فيهما .

{ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا } تعليل لتأخير العقوبة أي : إنكم ، وإن كنتم مستحقين لتعجيل العقوبة بما تفعلونه من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والظلم له فإنه لا يعجل عليكم بذلك لأنه كثير المغفرة والرحمة ،