بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَوۡ يُلۡقَىٰٓ إِلَيۡهِ كَنزٌ أَوۡ تَكُونُ لَهُۥ جَنَّةٞ يَأۡكُلُ مِنۡهَاۚ وَقَالَ ٱلظَّـٰلِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلٗا مَّسۡحُورًا} (8)

{ أَوْ يلقى إِلَيْهِ كَنْزٌ } يعني : يعطى له كنز { أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ } يعني : بستاناً { يَأْكُلُ مِنْهَا } أي وذلك أن كفار قريش اجتمعوا في بيت ، فبعثوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأتاهم ، فقال له العاص بن وائل السهمي وقريش معه : قد تعلم يا محمد أن لا بلاد أضيق من بلادنا ساحة ، ولا أقل أنهاراً ولا زرعاً ، ولا أشدَّ عيشاً ، فادع ربك أن يسير عنا هذه الجبال ، حتى يفسح لنا في بلادنا ، ثم يفجر لنا فيها أنهاراً ، حتى نعرف فضلك عند ذلك . ونراك تمشي في الأسواق معنا تبتغي من سير العيش ، فاسأل ربك أن يجعل لك قصوراً أو جناناً ، وليبعث معك ملكاً يصدقك ، فنزل حكاية عن قولهم : { أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا } قرأ حمزة والكسائي : نأكل بالنون ، وقرأ الباقون بالتاء .

{ وَقَالَ الظالمون إِن تَتَّبِعُونَ } يعني : ما تطيعون يا أصحاب محمد { إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُورًا } يعني : مغلوب العقل . ويقال : مسحوراً أي مخلوقاً ، لأن الذي يكون مخلوقاً يكون حياته بالمعالجة بالأكل والشرب ، فيسمى مسحوراً . ويقال : مسحوراً أي سحر به .