بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{نَتۡلُواْ عَلَيۡكَ مِن نَّبَإِ مُوسَىٰ وَفِرۡعَوۡنَ بِٱلۡحَقِّ لِقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ} (3)

{ نَتْلُواْ عَلَيْكَ } يعني : ننزل عليك جبريل عليه السلام ، يقرأ عليك { مِن نَّبَإِ موسى وَفِرْعَوْنَ بالحق } أي : من خبر موسى وفرعون بالصدق { لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } يعني : يصدقون محمداً صلى الله عليه وسلم بهذه الآية ، وإنما أنزل القرآن لجميع الناس ولكن المؤمنين هم الذين يصدقون ، فكأنه لهم ، وذلك أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يؤذونهم المشركون ، فيشكون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنزلت هذه السورة في شأنهم ، لكي يعرفوا ما نزل في بني إسرائيل من فرعون وقومه ، ليصبروا كصبرهم ، وينجيهم ربهم كما أنجا بني إسرائيل من فرعون وقومه ، وهذا كقوله { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الجنة وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الذين خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ البأسآء والضرآء وَزُلْزِلُواْ حتى يَقُولَ الرسول والذين ءَامَنُواْ مَعَهُ متى نَصْرُ الله ألا إِنَّ نَصْرَ الله قَرِيبٌ } [ البقرة : 214 ] الآية .