بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِنَّمَآ أُمِرۡتُ أَنۡ أَعۡبُدَ رَبَّ هَٰذِهِ ٱلۡبَلۡدَةِ ٱلَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُۥ كُلُّ شَيۡءٖۖ وَأُمِرۡتُ أَنۡ أَكُونَ مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ} (91)

{ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبّ هَذِهِ البلدة } أي : قل يا محمد لأهل مكة : أمرني الله تعالى أن أستقيم على عبادة رب هذه البلدة . يعني : مكة الذي حرمها بدعاء إبراهيم عليه السلام وحرم فيها القتل والصيد . قال بعضهم : كان حراماً أبداً . قال بعضهم : وهو أصح إن إبراهيم لما دعا ، فجعلها الله حراماً بدعوته .

وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « إنَّ إبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ ، وَأَنَا حَرَّمْتُ المَدِينَةَ ما بَيْنَ لابَتَيْهَا » . ثم روي أنه قد رخص في المدينة ثم قال تعالى : { وَلَهُ كُلُّ شَيء } أي وخلق كل شيء ، { وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ المسلمين } ، أي : من المخلصين .