بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{مَن جَآءَ بِٱلۡحَسَنَةِ فَلَهُۥ خَيۡرٞ مِّنۡهَا وَهُم مِّن فَزَعٖ يَوۡمَئِذٍ ءَامِنُونَ} (89)

{ مَن جَاء بالحسنة } أي : بالإيمان والتوحيد ، وكلمة الإخلاص ، وشهادة أن لا إله إلا الله { فَلَهُ خَيْرٌ مّنْهَا } على وجه التقديم ، وله منها خير أي : حين ينال بها الثواب والجنة . ويقال : فله خير منها . أي : خير من الحسنة . يعني : أكثر منها للواحد عشرة . ويقال : فله خير منها من الحسنة ، وهي الجنة ، لأن الجنة هي عطاؤه وفضله ، والعمل هو اكتساب العبد ، فما كان من فضله وعطائه ، فهو أفضل ، وهذا تفسير المعتزلة ، والأول قول المفسرين . { وَهُمْ مّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ ءامِنُونَ } أي : من فزع يوم القيامة . قرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع في رواية ورش { مّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ } بغير تنوين ، { وَيَوْمَئِذٍ } بكسر الميم ، والباقون بالتنوين ، ونصب الميم . قال أبو عبيد : وبالإضافة نقرأ ، لأنه أعم التأويلين أن يكون الأمن من جميع فزع ذلك اليوم ، وإذا قال : فزع بالتنوين ، صار كأنه قال : فزع دون فزع .

وقال غيره : إنما أراد به الأكبر ، لأن بعض الأفزاع تصيب الجميع . وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر { إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا *** يَفْعَلُونَ } بالياء على معنى الإخبار عنهم ، والباقون بالتاء على معنى المخاطبة