بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَوَلَمۡ يَرَ ٱلۡإِنسَٰنُ أَنَّا خَلَقۡنَٰهُ مِن نُّطۡفَةٖ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٞ مُّبِينٞ} (77)

قوله عز وجل : { أَوَلَمْ يَرَ الإنسان أَنَّا خلقناه مِن نُّطْفَةٍ } روى سفيان ، عن الكلبي ، عن مجاهد قال : أتى أبيّ بن خلف الجمحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعظم بالي ، قد أتى عليه حين ، فقام ففته بيده ، ثم قال : يا محمد أتعدنا أنا إذا متنا وكنا مثل هذا بعثنا ؟ فأنزل الله تعالى : { أَوَلَمْ يَرَ الإنسان } الآية . وروي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال : لما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم القرون الماضية أنهم يبعثون بعد الموت ، وأنكم يا أهل مكة معهم ، فأخذ أبيّ بن خلف الجمحي عظماً بالياً ، فجعل يفته بيده ، ويذروه في الرياح ، ويقول : عجباً يا أهل مكة إن محمداً يزعم أنا إذا متنا ، وكنا عظاماً بالية مثل هذا العظم ، وكنا تراباً ، أنا نعاد خلقاً جديداً ، وفينا الروح ، وذلك ما لا يكون أبداً ، فنزل { أَوَلَمْ يَرَ الإنسان أَنَّا خلقناه مِن نُّطْفَةٍ } يعني : أولم يعلم هذا الكافر أنا خلقناه أول مرة من نطفة { فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ } جدل بالباطل . ويقال { خَصِيمٌ } بيَّن الخصومة فيما يخاصم { مُّبِينٌ } أي : بيّن .