بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَسُبۡحَٰنَ ٱلَّذِي بِيَدِهِۦ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيۡءٖ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (83)

{ فسبحان الذي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلّ شيء } يعني : خلق كل شيء من البعث وغيره . ويقال : خزائن كل شيء . ويقال : له القدرة على كل شيء { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } بعد الموت ، فيجازيكم بأعمالكم . قال : حدّثنا الفقيه أبو الليث رحمه الله . قال : حدّثنا أبو الحسن أحمد بن حمدان ، بإسناده عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ قَلْباً ، وَقَلْبُ القُرْآنِ يس ، فَمَنْ قَرَأ يس يُرِيدُ بِهَا وَجْهَ الله تَعَالَى غُفِرَ لَهُ ، وَأُعْطِيَ مِنَ الأجْرِ كَمَنْ قَرَأ الْقُرْآن اثْنَتَيْ عَشَرَةَ مَرَّةً . وَأيُّمَا مُسْلِمٍ قُرِئَتْ عِنْدَهُ سُورَةُ يس حِينَ يَنْزِلُ بِهِ مَلِكُ الْمَوْتِ يَنْزِلُ إلَيْهِ بِكُلِّ حَرْفٍ مِنْهَا عَشَرَةُ أمْلاكٍ يَقُومُونَ بَيْنَ يَدَيْهِ صُفُوفاً ، يُصَلُّونَ عَلَيْهِ ، وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ ، وَيَشْهَدُونَ قَبْضَهُ ، وَيَشْهَدُونَ غَسْلَهُ ، وَيُشَيِّعُونَ جِنَازَتَهُ ، وَيُصَلُّونَ عَلَيْهِ ، وَيَشْهَدُونَ دَفْنَهُ . وَأيُّمَا مُسْلِمٍ مَرِيضٍ قُرِئ عِنْدَهُ سُورَةُ يس وَهُوَ فِي سَكَرَاتِ المَوْتِ ، لا يَقْبِض مَلَكَ المَوْتِ رُوَحَهُ حَتَّى يَجِيءَ رَضْوَانُ خَازِنُ الْجَنَّةِ بِشُرْبَةٍ مِنْ شَرَابِ الْجَنَّةِ فَيَشْرَبُهَا وَهُوَ عَلَى فِرَاشِهِ ، فَيَقْبِضُ مَلَكُ الْمَوْتِ رُوحَهُ عَلَيْهِ السَّلامُ وَهُوَ رَيَّانُ ، وَيَدْخَلُ قَبْرَهُ وَهُوَ رَيَّان ، وَيَمْكُثُ فِي قَبْرِهِ وَهُوَ رَيَّان ، وَيُخْرَجُ مِنَ الْقَبْرِ وَهُوَ رَيَّانُ ، وَيُحَاسَبُ وَهُوَ رَيَّان ، وَلا يَحْتَاجُ إلَى حَوْضٍ مِنْ حِيَّاضِ الأنْبِيَاءِ عَلَيْهِمْ السَّلامُ حَتَّى يُدْخُلَ الْجَنَّةَ وَهُوَ رَيَّان » وَالله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب ، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأوَّاب وعلى آله وسلم .