قوله تعالى : { فارتقب } يعني : فانتظر يا محمد { يَوْمَ تَأْتِي السماء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ } يعني : الجدب والقحط قال القتبي : سمي الجدب والقحط . دخاناً ، وفيه قولان : أحدهما أن الجائع كأنه يرى بينه وبين السماء دخاناً من شدة الجوع ، والثاني : أنه سمي القحط دخاناً ، ليبس الأرض ، وانقطاع النبات ، وارتفاع الغبار ، فشبه بالدخان . وروى الأعمش ، عن مسلم بن صبيح ، عن مسروق ، عن عبد الله بن مسعود قال : «خمس مضين ، الدخان واللزام يعني : العذاب الأكبر ، والروم ، والبطشة ، والقمر » .
وروي عن الأعمش ، عن أبي الضحى ، عن مسروق قال : بينما رجل يحدث في المسجد ، فسئل عن قوله : { يَوْمَ تَأْتي السماء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ } فقال : إذا كان يوم القيامة ، نزل دخان من السماء ، فأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم ، وأخذ المؤمنون منه بمنزلة الزكام . قال مسروق : فدخلت على عبد الله فأخبرته ، وكان متكئاً ، فاستوى قاعداً . ثم أنشأ فقال : يا أيها الناس : من كان عنده علم فسئل عنه ، فليقل به ، ومن لم يكن عنده علم ، فليقل الله أعلم . إن قريشاً حين كذبوه يعني : صلى الله عليه وسلم دعا عليهم فقال : " اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا سِنِينَ كسِنِّي يُوسُف عَلَيْهِ السَّلام " فأصابهم سنة ، وشدة الجوع ، حتى أكلوا الكلاب ، والجيف والعظام ، حتى كان يرى أحدهم كأن بينه وبين السماء دخاناً .
فذلك قوله : { فارتقب يَوْمَ تَأْتِي السماء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ } يعني : انتظر بهلاكهم يوم تأتي السماء بدخان مبين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.