بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكۡرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُۥ قَلۡبٌ أَوۡ أَلۡقَى ٱلسَّمۡعَ وَهُوَ شَهِيدٞ} (37)

قوله عز وجل : { إِنَّ في ذَلِكَ لذكرى } يعني : فيما صنع لقومك { لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ } يعني : عقل لأنه يعقل بالقلب فكني عنه { أَوْ أَلْقَى السمع } يعني : استمع إلى القرآن { وَهُوَ شَهِيدٌ } يعني : قلبه حاضر غير غائب عنه ، وقال القتبي : وهو شهيد ، يعني : استمع كتاب الله ، وهو شاهد القلب والفهم ، ليس بغافل ، ولا ساه ، وروى معمر عن قتادة قال : لمن كان له قلب من هذه الأمة ، أو ألقى السمع . قال رجل من أهل الكتاب : استمع إلى القرآن ، وهو شهيد على ما في يديه من كتاب الله تعالى ، وروي عن عمر أنه قرأ : { فَنَقَّبُواْ } بالتخفيف ، يعني : فتبينوا ونظروا وذكروا ، ومنه قيل للعريف نقيب القوم ، لأنه يتعرف أمرهم ، ويبحث عنهم .

وقرأ يحيى بن يعمر { فَنُقبُواْ } بضم النون ، وكسر القاف ، يعني : تبينوا ، وقرأ الباقون بالتشديد يعني : طوفوا ، وقوله : { وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشاً فَنَقَّبُواْ في البلاد هَلْ مِن مَّحِيصٍ } [ ق : 36 ] يعني : هل من ملجأ من الموت .