بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلِتَصۡغَىٰٓ إِلَيۡهِ أَفۡـِٔدَةُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ وَلِيَرۡضَوۡهُ وَلِيَقۡتَرِفُواْ مَا هُم مُّقۡتَرِفُونَ} (113)

ثم قال : { وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ } يقول : ولتميل إلى ذلك الزخرف والغرور . { أَفْئِدَةُ الذين لاَ يُؤْمِنُونَ بالآخرة } إلى هذه الزينة والغرور { وَلِيَرْضَوْهُ } يقول : لكي يقبلوا من الشياطين الزينة والغرور { وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ } يعني : ليكسبوا ما هم مكتسبون من المعاصي وليعملوا ما هم عاملون . وقرأ بعضهم { وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ } بجزم اللام على معنى الأمر ، والمراد به التهديد كقوله { إِنَّ الذين يُلْحِدُونَ في آياتنا لاَ يَخْفَوْنَ عَلَيْنَآ أَفَمَن يلقى فِي النار خَيْرٌ أَم مَّن يأتي آمِناً يَوْمَ القيامة اعملوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } [ فصلت : 40 ] والقراءة المعروفة بكسر اللام ، والمراد به التهديد ، ومعناه : اتركهم ليعلموا ما هم عاملون .