قوله تعالى : { وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الملائكة } هذا جواب لقولهم : { وَقَالُواْ لولا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِيَ الأمر ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ } [ الأنعام : 8 ] { وَيَوْمَ يَعَضُّ الظالم على يَدَيْهِ يَقُولُ يا ليتني اتخذت مَعَ الرسول سَبِيلاً } [ الفرقان : 27 ] قال الله تعالى . { ولو أننا أنزلنا إليهم الملائكة } كما سألوا حتى يشهدوا بأنك رسول الله { وَكَلَّمَهُمُ الموتى } بأنك رسول الله { وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْء قُبُلاً } قرأ نافع وابن عامر { قُبُلاً } بكسر القاف ونصب الباء . وقرأ الباقون بالضم ، فمن قرأ بالضم فمعناه جماعة القبيل . والقبيل الكفيل . ويقال { قبلاً } : أي أصنافاً من الآدميين ومن الملائكة ومن الوحش . ومن قرأ { قُبُلاً } بالكسر معناه : وحشرنا عليهم كل شيء معاينة فعاينوه . { مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ } وهذا إعلام للنبي صلى الله عليه وسلم بأنهم لا يؤمنون كما أعلم نوحاً عليه السلام { وَأُوحِيَ إلى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ } [ هود : 36 ] .
ثم قال : { إِلاَّ أَن يَشَاء الله } يعني : إلا من هو أهل لذلك فيوفقه الله تعالى . ويقال : { إِلاَّ أَن يَشَاء الله } يقول : قد شاء الله أن لا يؤمنوا حيث خذلهم ولم يوفقهم . { ولكن أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ } عن ذلك ويقال : { أكثرهم يجهلون الحق } أنه من الله تعالى . ويقال : { يجهلون } ما في العلامة من وجوب هلاكهم بعد العلامة إن لم يؤمنوا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.