بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَإِن تُطِعۡ أَكۡثَرَ مَن فِي ٱلۡأَرۡضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا يَخۡرُصُونَ} (116)

ثم قال : { وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن في الأرض } يعني : أهل أرض مكة فيما يدعونه إلى ملة آبائه . ويقال : { وإن تطع أكثر من في الأرض } يعني : الكفار لأن أكثر من في الأرض كانوا الكفار . { يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ الله } يعني : يصرفوك عن دين الإسلام { إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظن } يعني : أن أكثرهم يتبعون أكابرهم بالظن ، ويتبعونهم فيما لا يعلمون أنهم على الحق فإن قيل : كيف يعذبون وهم ظانون على غير يقين ؟ قيل لهم : لأنهم اقتصروا على الظن والجهل ، لأنهم اتبعوا أهواءهم ولم يتفكروا في طلب الحق . ويقال : { إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظن } يعني في أكل الميتة واستحلالها { وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ } يعني : ما هم إلا كاذبون باستحلالهم الميتة ، لأنهم كانوا يقولون : ما قتل الله فهو أولى بالحل وبأكله مما نذبحه بأيدينا .