بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَمَا تَأۡتِيهِم مِّنۡ ءَايَةٖ مِّنۡ ءَايَٰتِ رَبِّهِمۡ إِلَّا كَانُواْ عَنۡهَا مُعۡرِضِينَ} (4)

ثم أخبر عن أمر المشركين فقال .

{ وَمَا تَأْتِيهِم مّنْ آيَةٍ مّنْ آيات رَبّهِمْ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ } ولم يتفكروا فيها ليعتبروا في توحيد الله تعالى . وذلك أن مشركي مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم علامة . وقالوا : إنا نريد أن تدعو لينشق القمر نصفين لنؤمن بك ، وبربك ، ونصدقك . فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فانشق القمر شقين ، وذهب أحد النصفين إلى جانب حراء ، والآخر إلى جانب آخر وهم ينظرون إليه . وقال ابن مسعود : أنا رأيت حراء بين فلقتي القمر . فأعرضوا عنه فلم يؤمنوا . وقالوا : هذا سحر مبين .

فنزلت { اقتربت الساعة وانشق القمر وَإِن يَرَوْاْ آيَةً يُعْرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ } [ القمر : 1 ، 2 ] ونزلت هذه الآية : { وَمَا تَأْتِيهِم مّنْ آيَةٍ مّنْ آيات رَبّهِمْ } يعني : انشقاق القمر { إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ } .