بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَوۡ جَعَلۡنَٰهُ مَلَكٗا لَّجَعَلۡنَٰهُ رَجُلٗا وَلَلَبَسۡنَا عَلَيۡهِم مَّا يَلۡبِسُونَ} (9)

ثم قال : { وَلَوْ جعلناه مَلَكاً } يعني : لو أنزلنا ملكاً بالنبوة { لجعلناه رَجُلاً } يعني : لأنزلناه على شبه رجل ، على صورة آدمي . ألا ترى أنهم حين جاؤوا إلى إبراهيم عليه السلام جاؤوا على صورة الضيفان . وعلى داود عليه السلام مثل خصمين . وكان جبريل عليه السلام ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم على صورة دحية الكلبي .

ثم قال : { وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ } يعني لو نزل الملك على أشباه الآدميين لا يزول عنهم الاشتباه . والتلبس وروى بعضهم عن ابن عامر أنه قرأ : { مَّا يَلْبِسُونَ } بنصب الباء يعني : جعلنا عليه من الثياب ما يلبسونه على أنفسهم . ظنوا أنه آدمي . والقراءة المعروفة : بالكسر . يقال : لبس يلبس إذا لبس الثوب . ولبس يلبس : إذا خلط الأمر . وقال القتبي : { وَلَلَبَسْنَا } يعني : أضللناهم بما ضلوا به من قبل أن يبعث الملك .