فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمَا تَأۡتِيهِم مِّنۡ ءَايَةٖ مِّنۡ ءَايَٰتِ رَبِّهِمۡ إِلَّا كَانُواْ عَنۡهَا مُعۡرِضِينَ} (4)

{ وما تأتيهم } أي أهل مكة { من آية من آيات ربهم } كلام مبتدأ لبيان بعض أسباب كفرهم وتمردهم وهو الإعراض عن آيات الله التي تأتيهم بالكلية ، ومن في { من آية } مزيدة للاستغراق ، وفي { من آيات ربهم } تبعيضية أي ما تأتيهم آية من الآيات التي هي بعض آيات ربهم ، وإضافة الآيات إلى الرب لتفخيم شأنها المستتبع لتهويل ما اجترؤوا عليه في حقها .

والمراد بها إما الآيات التنزيلية فإتيانها نزولها ، وإما الآيات التكوينية الشاملة للمعجزات وغيرها من تعاجيب المصنوعات فإتيانها ظهورها لهم { إلا كانوا عنها معرضين } أي كانوا لها تاركين وبها مكذبين ، والإعراض ترك النظر في الآيات التي يجب أن يستدلوا بها على توحيد الله .