بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَوۡمَئِذٖ تُعۡرَضُونَ لَا تَخۡفَىٰ مِنكُمۡ خَافِيَةٞ} (18)

ثم قال عز وجل : { يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ } أي : تساقون إلى الحساب والقصاص وقراءة الكتب ؛ ويقال : { تُعْرَضُونَ } على الله تعالى ، كقوله : { وَعُرِضُواْ على رَبِّكَ صَفَا لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خلقناكم أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُمْ مَّوْعِدًا } [ الكهف : 48 ] ثم قال : { لاَ تخفى مِنكُمْ خَافِيَةٌ } يعني : لا يخفى على الله منكم ولا من أعمالكم شيء . قرأ حمزة ، والكسائي { لاَ يخفى } ، والباقون بالتاء بلفظ التأنيث ، لأن لفظ خافية مؤنث . ومن قرأ بالياء ، انصرف إلى المعنى يعني : لا يخفى منكم خاف ، والهاء ألحقت للمبالغة .