البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{يَوۡمَئِذٖ تُعۡرَضُونَ لَا تَخۡفَىٰ مِنكُمۡ خَافِيَةٞ} (18)

{ يومئذ } : أي يوم إذٍ كان ما ذكر ، { تعرضون } : أي للحساب ، وتعرضون هو جواب قوله : { فإذا نفخ } .

فإن كانت النفخة هي الأولى ، فجاز ذلك لأنه اتسع في اليوم فجعل ظرفاً للنفخ ووقوع الواقعة وجميع الكائنات بعدها ؛ وإن كانت النفخة هي الثانية ، فلا يحتاج إلى اتساع لأن قوله : { فيومئذ } معطوف على فإذا ، و { يومئذ تعرضون } بدل من { فيومئذ } ، وما بعد هذه الظروف واقع في يوم القيامة .

والخطاب في { تعرضون } لجميع العالم المحاسبين .

وعن عبد الله : رأى موسى في القيامة عرضتان فيهما معاذير وتوقيف وخصومات ، وثالثة تتطاير فيها الصحف للإيمان والشمائل .

وقرأ الجمهور : { لا تخفى } بتاء التأنيث ؛ وعلي وابن وثاب وطلحة والأعمش وحمزة والكسائي وابن مقسم عن عاصم وابن سعدان : بالياء ، { خافية } : سريرة وحال كانت تخفى في الدنيا .