ولما بلغ تعالى النهاية في تحذير العباد من يوم التناد وكان لهم حالتان عامة وخاصة ، فالعامة العرض والخاصة التقسيم إلى محسن ومسيء زاده عظماً بقوله تعالى : { يومئذ } أي : إذ كان جميع ما تقدم { تعرضون } على الله للحساب كما يعرض السلطان الجند لينظر في أمرهم ليختار منهم المصلح للتقريب والإكرام ، والمفسد للإبعاد والتعذيب ، عبر بالعرض عن الحساب الذي هو جزؤه ، والمحسن لا يكون له غير ذلك والمسيء يناقش .
{ لا تخفى منكم } أي : في ذلك اليوم على أحد بوجه من الوجوه ، وقرأ حمزة والكسائي بالياء التحتية ؛ لأن التأنيث مجازي والباقون بالتاء وهو ظاهر ، { خافية } أي : من السرائر التي كان من حقها أن تخفى في دار الدنيا ، فإنه عالم بكل شيء من أعمالكم . ونظيرة قوله تعالى : { لا يخفى على الله منهم شيء } [ غافر : 16 ] . قال الرازي : والعرض للمبالغة في التهديد يعني تعرضون على من لا تخفى عليه خافية ، قال القرطبي : هذا هو العرض على الله تعالى ودليله { وعرضوا على ربك صفاً } [ الكهف : 48 ] وليس ذلك عرضاً ليعلم ما لم يكن عالماً به ، بل ذلك العرض عبارة عن المحاسبة والمساءلة وتقرير الأعمال عليهم للمجازاة قال صلى الله عليه وسلم «يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات ، فأما عرضتان فجدال ومعاذير ، وأما الثالثة فعند ذلك تطير الصحف في الأيدي فآخذ بيمينه وآخذ بشماله » .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.