بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{خَٰشِعَةً أَبۡصَٰرُهُمۡ تَرۡهَقُهُمۡ ذِلَّةٞۖ وَقَدۡ كَانُواْ يُدۡعَوۡنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ وَهُمۡ سَٰلِمُونَ} (43)

ثم قال عز وجل : { خاشعة أبصارهم } يعني : ذليلة أبصارهم ، { تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ } يعني : تغشاهم وتعلوهم كآبة وكشوف وسواد ؛ وذلك أن المسلمين ، إذا رفعوا رؤوسهم من السجود ، صارت وجوههم بيضاء كالثلج . فلما نظر اليهود والنصارى والمنافقون ، وهم عجزوا عن السجود ، حزنوا واغتموا فسودت وجوههم . ثم بَيَّنَ المعنى الذي عجزهم عن السجود ، فقال : { وَقَدْ كَانُواْ يُدْعَوْنَ إِلَى السجود وَهُمْ سالمون } يعني : يدعون إلى السجود في الدنيا وهم أصحاء معافون ، فلم يسجدوا .