الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{يَوۡمَئِذٖ تُعۡرَضُونَ لَا تَخۡفَىٰ مِنكُمۡ خَافِيَةٞ} (18)

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة في قوله : { يومئذ تعرضون } قال : تعرضون ثلاث عرضات ، فأما عرضتان ففيهما الخصومات والمعاذير ، وأما الثالثة ، فتطاير الصحف في الأيدي .

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة { يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية } قال : ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : «تعرض الناس ثلاث عرضات يوم القيامة ، فأما عرضتان ففيهما خصومات ومعاذير وجدال ، وأما العرضة الثالثة فتطير الصحف في الأيدي ، اللهم اجعلنا ممن تؤتيه كتابه بيمينه » . قال : وكان بعض أهل العلم يقول : إني وجدت أكيس الناس من قال : { هاؤم اقرءُوا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابية } قال : ظن ظناً يقيناً فنفعه الله بظنه . قال : وذكر أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : «من استطاع أن يموت وهو يحسن الظن بالله فليفعل » .

وأخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وابن ماجة وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات ، فأما عرضتان فجدال ومعاذير ، وأما الثالثة فعند ذلك تطاير الصحف في أيدي فآخذ بيمينه وآخذ بشماله » .

وأخرج ابن مردويه من وجه آخر عن أبي موسى قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : في قوله : { يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية } قال : «عرضتان فيهما الخصومة والجدال ، والعرضة الثالثة تطير الصحف في أيدي الرجال » .

وأخرج ابن جرير والبيهقي في البعث عن ابن مسعد قال : يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات ، فأما عرضتان فجدال ومعاذير ، وأما العرضة الثالثة فتطاير الكتب بالأيمان والشمائل .

وأخرج ابن المبارك عن عمر قال : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا فإنه أيسر لحسابكم ، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا وتجهزوا للعرض الأكبر { يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية } .