بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَهَـٰٓؤُلَآءِ ٱلَّذِينَ أَقۡسَمۡتُمۡ لَا يَنَالُهُمُ ٱللَّهُ بِرَحۡمَةٍۚ ٱدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡكُمۡ وَلَآ أَنتُمۡ تَحۡزَنُونَ} (49)

{ أهؤلاء الذين أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ الله بِرَحْمَةٍ } يعني : أنّ أهل الأعراف يقولون : يا وليد ويا أبا جهل : أهؤلاء ؟ يعني : صهيباً وبلالاً والضعفة من المسلمين الذين كنتم تحلفون لا ينالهم الله برحمة . يعني : إنَّهم لا يدخلون الجنة .

ثم يقول الله تعالى لأصحاب الأعراف : { ادخلوا الجنة لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ } . وعن أبي مجلز أنه قال : { وعلى الأعراف رجال } من الملائكة ، { نادوا أصحاب الجنة } قبل أن يدخلوها سلام عليكم لم يدخلوها . وهم يطمعون دخولها يعني : في الجنة . وإذا نظروا إلى أصحاب النار حين مروا بهم { قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ القوم الظالمين * ونادى أصحاب الأعراف رِجَالاً } من المشركين { يَعْرِفُونَهُمْ بسيماهم قَالُواْ مَا أغنى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ * أهؤلاء الذين أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ الله بِرَحْمَةٍ ادخلوا الجنة } يعني : لأهل الجنة . قال مقاتل : فأقسم أهل النار أن أصحاب الأعراف داخلون النار معهم . فقالت الملائكة لأهل النار : أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ؟ . ثم تقول الملائكة لأصحاب الأعراف : ادخلوا الجنة . ويقال : إن أهل النار يقولون لأهل الأعراف : ما أغنى عنكم جمعكم وعملكم وأنتم والله تكونون معنا في النار ولا تدخلون الجنة ؟ . فيقول الملائكة لأهل النار : أهؤلاء الذين أقسمتم يعني ، أصحاب الأعراف لا ينالهم الله برحمته . ثم يقال : لأصحاب الأعراف : { ادخلوا الجنة لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ } .