الآية 49 وقوله تعالى : { أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة } قال عامّة أهل التأويل : { أقسمتم } [ يا ]{[8400]} أهل النار أن أصحاب الأعراف لا يدخلون الجنة ، ولكن يدخلون النار معكم{[8401]} .
فيقول الملائكة لأهل النار { أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون } .
ويحتمل أن يكون القسم الذي ذكر في الآية كان منهم في الدنيا ؛ كانوا{[8402]} يقسمون ألا يدخل ]{[8403]} هؤلاء الجنة ؛ يعنون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كقوله تعالى : { لو كان خيرا ما سبقونا إليه } [ الأحقاف : 11 ] كانوا [ يقولون : ]{[8404]} إن الذي هم عليه لو كان خيرا لنالوا هم ذلك إذ نالوا هم كل خير في الدنيا ، يعنون أنفسهم . فعلى ذلك ينالون في الآخرة مثله ، ونحو ذلك من الكلام الذي يقولون في الدنيا : يقولون{[8405]} لهم في الآخرة : { أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة } وأمكن أن يكون قوله تعالى : { ادخلوا الجنة }قبل أن يدخلوها .
وقوله تعالى : { لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون } قال الأصم : يكون الحزن في فوت كل محبوب ، والخوف في نيل كل مكروه كقول يعقوب { قال إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب } [ يوسف : 13 ] ذكر الحزن عند فوت محبوبه والخوف عند نيل المكروه .
ولكن عندنا الحزن إنما يكون بفوت الموجود من المحبوب ، والخوف بما سيصيبه من المكروه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.