وقوله : { أهؤلاء [ الذين ]{[23828]} أقسمتم لا ينالهم الله برحمة }[ 49 ] .
هذا قول{[23829]} الله ( عز وجل{[23830]} ) [ لأهل النار{[23831]} ] توبيخا{[23832]} لهم على ما كان من قيلهم لأهل الأعراف في الدنيا ، وذلك حين دخل [ أهل{[23833]} ] الأعراف الجنة{[23834]} ، فهو قول اتصل بقول أصحاب الأعراف ، فهو من قول الله ، جل ذكره ، إلى قوله : { تحزنون{[23835]} }[ 49 ] ، ففيه رجوع من مخاطبة كفار إلى مخاطبة مؤمنين متصل بعضه ببعض .
وقد قيل : إنه من قول الملائكة لأهل النار ، [ ويكون ] { ادخلوا{[23836]} الجنة } من قول الله ( عز وجل{[23837]} ) ، فتكون الآية [ فيها{[23838]} ] ثلاثة أقوال :
-قول أهل الأعراف إلى { تستكبرون{[23839]} }[ 48 ] .
-وقول الملائكة إلى { برحمة }[ 49 ] .
-وقول الله إلى { تحزنون{[23840]} }[ 49 ]ن متصل ( كله{[23841]} ) بعضهم ببعض{[23842]} .
قال ابن عباس : " أصحاب الأعراف " ، رجال كانت لهم ذنوب عظام ، وكان حسم{[23843]} أمرهم [ لله ]{[23844]} ، يقومون على الأعراف ، فإذا نظروا إلى [ أهل{[23845]} ] الجنة طمعوا فيها ، وإذا نظروا [ إلى{[23846]} ] أهل النار تعوذوا بالله منها ، فأدخلوا الجنة ، فقال الله تبارك الله ، { أهؤلاء الذين أقسمتم } ، يا أهل النار ، { لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون }[ 49 ]{[23847]} .
وقال حذيفة : { أصحاب الاعراف } ، قوم قصّرت بهم حسناتهم عن الجنة ، وقصرت بهم/سيئاتهم عن النار ، فجعلوا على الأعراف ، يعرفون الناس بسيماهم . فلما قضي بين العباد ، أذن لهم في طلب الشفاعة [ فيأتون الأنبياء كلهم من الشفاعة{[23848]} ] ، ويدل على الآخر{[23849]}حتى يأتوا محمدا ( صلى الله عليه وسلم ){[23850]} ، فيشفع لهم ، فيذهب بهم إلى " نهر الحيوان " حافتاه قصب{[23851]} من ذهب مكلل باللؤلؤ ، ترابه المسك ، وحصباؤه الياقوت ، فيغتسلون فيه{[23852]} ، فتعود{[23853]} إليهم ألوان أهل الجنة وريح أهل الجنة ، ويصيرون كأنهم الكواكب الدرية ، وتبقى في صدورهم شامات بيض يعرفون بها ، يقال لهم : " مساكين أهل الجنة{[23854]} " .
وقال أبو مجلز{[23855]} : [ بل{[23856]} ] هذا القول خبر من الله ( عز وجل{[23857]} ) [ عن{[23858]} ] قول الملائكة لأهل النار ، تعييرا{[23859]} منهم لهم على ما كانوا يقولون في الدنيا{[23860]} للمؤمنين الذين قد دخلوا الجنة{[23861]} .
قوله : { ادخلوا الجنة } ، وما بعده من كلام الله ( سبحانه{[23862]} ) ، فالوقف على هذا : { برحمة }{[23863]} .
ومن قال إنها خبر من الله ( عز وجل{[23864]} ) عن نفسه ( جلت عظمته ){[23865]} وقف على : { تحزنون{[23866]} } .
وقرأ يحيى{[23867]} بن يعمر : " أُدخلوا الجنة " ، على ما لم يسم فاعله بكسر الخاء{[23868]} وقرأ الحسن ، وابن هرمز{[23869]} : " أدخلوا " ، بفتح الهمزة وكسر الخاء{[23870]} ، على الأمر من الله ( تعالى{[23871]} ) للملائكة أن يدخلوهم الجنة ، والمفعول محذوف{[23872]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.