فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَأَخۡبَتُوٓاْ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ} (23)

{ إن الذين آمنوا } أي صدقوا بكل ما يجب عليهم التصديق به من كون القرآن من عند الله وغير ذلك من خصال الإيمان { وعملوا الصالحات } أراد بها جميع أعمال الجوارح { وأخبتوا إلى ربهم } أي أنابوا إليه وسكنوا وقيل خشعوا وقيل خضعوا وقيل خافوا قال ابن عباس وقيل اطمأنوا قاله مجاهد وهذا إشارة إلى أعمال القلوب ، وقيل أصل الإخبات الاستواء في الخبت وهو الأرض المستوية الواسعة فيناسب معنى الخشوع والاطمئنان .

قال الفراء : إلى ربهم ولربهم واحد ، وقيل لفظ الإخبات يتعدى باللام وإلى فإذا قلت أخبت فلان إلى كذا فمعناه اطمأن إليه ، وإذا قلت له فمعناه خشع وخضع { أولئك } الموصوفون بتلك الصفات الصالحة { أصحاب الجنة هم فيها خالدون } لا انقطاع لنعيمها ولا زوال لأهلها .