تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَأَخۡبَتُوٓاْ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ} (23)

وقوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ) تأويله ، والله أعلم ( إن الذين آمنوا ) بالله وبجميع ما أنزل على رسوله ( وعملوا الصالحات ) ولزموا ذلك حتى صاروا إلى الله أولئك أصحاب الجنة وهو كقوله : ( وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى )[ طه : 82 ] أي من تاب من الشرك ، وآمن بالله ( وعمل صالحا ثم اهتدى ) أ ] ثم لزم ذلك حتى صار إلى هكذا . فعلى ذلك قوله : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم ) لزموا ذلك كله حتى صاروا إلى الله .

ويحتمل قوله : ( ثم اهتدى ) سنن الدين : أولئك كذا .

وقوله تعالى : ( وأخبتوا إلى ربهم ) اختلف فيه : قال بعضهم : الإخبات التخشع والتواضع أي تخشعوا ، وتواضعوا فرقا من ربهم ، وقال بعضهم : أخبتوا أي اطمأنوا على ذلك ، أولئك كذا .

وعن ابن عباس رضي الله عنه [ أنه قال : أخبتوا ][ في الأصل وم : أخبتوا قال ] : خافوا من ربهم . وقال القتبي : أخبتوا أي تواضعوا لربهم ، وقال : الإخبات التواضع والوقار . وقال أبو عوسجة : الإخبات التوبة ، والمخبت التائب . وقال غيرهم : الإخبات هو التواضع والخشوع فمعناه ، والله أعلم : أي تواضعوا ، وخشعوا بالإجابة إلى ما دعاهم إليه ربهم ، وندبهم إليه .