فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{بَقِيَّتُ ٱللَّهِ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَۚ وَمَآ أَنَا۠ عَلَيۡكُم بِحَفِيظٖ} (86)

{ بقية الله } أي ما يبقيه لكم من الحلال بعد إيفاء الحقوق بالقسط { خير لكم } أي أكثر خيرا وبركة مما تبقونه لأنفسكم من التطفيف والبخس والفساد في الأرض ذكر معناه ابن جرير وغيره من المفسرين وقال مجاهد : بقية الله طاعته .

وقال الربيع : وصيته ، وقال الفراء : مراقبته وقال قتادة : حظكم من ربكم . وقال ابن عباس : رزق الله ، وقيل ثوابه في الآخرة .

وبقيت ترسم التاء مجرورة وإذا وقف عليه اضطرارا يصح الوقف بالمجرورة والمربوطة وليس في القرآن غيرها .

وإنما قيد ذلك بقوله { إن كنتم مؤمنين } لأن ذلك إنما ينتفع به المؤمن لا الكافر والمراد بالمؤمنين هنا المصدقون لشعيب عليه السلام وفي البيضاوي : بشرط أن تؤمنوا فإن خيريتها باستتباع الثواب مع النجاة وذلك مشروط بالإيمان { وما أنا عليكم بحفيظ } أحفظكم من الوقوع في المعاصي من التطفيف والبخس وغيرهما وأحفظ عليكم أعمالكم وأحاسبكم بها وأجازيكم عليها ، وإنما أنا ناصح مبلغ ، وقد أعذرت حين أنذرت ، أو لست بحافظ عليكم نعم الله لو لم تتركوا سوء صنيعكم .