فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ هُوَ ٱلۡبَٰطِلُ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡكَبِيرُ} (62)

{ ذلك } إشارة إلى ما تقدم من اتصافه سبحانه بكمال القدرة الباهرة والعلم التام { بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ } أي هو سبحانه ذو الحق فدينه حق وعبادته حق ونصره لأوليائه على أعدائه حق ووعده حق ، فهو عز وجل في نفسه وأفعاله وصفاته كلها حق .

{ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ } قرئ بالفوقية على الخطاب للمشركين وبالتحتية على الخبر وهما سبعيتان ، والمعنى أن الذي يدعونه إلها وهي الأصنام هو الباطل الذي لا ثبوت له ولا لكونه إلها ، أي المعدوم في حد ذاته والباطل ألوهيته ، والباطل الزائل .

وقال مجاهد : الباطل هنا الشيطان { وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ } أي العالي على كل شيء بقدرته وذاته ، المتقدس عن الأشباه والأنداد المتصف بصفات الكمال المتنزه عما يقوله الظالمون والمعطلون { الْكَبِيرُ } أي ذو الكبرياء الذي يصغر كل شيء سواه ، هو عبارة عن كمال ذاته وعظيم قدرته وسلطانه وتفرده بالإلهية ،