فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَأَقۡبَلَ بَعۡضُهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ يَتَسَآءَلُونَ} (50)

{ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ } يعني أهل الجنة في الجنة { يَتَسَاءلُونَ } أي يسأل هذا ذاك ، وذاك هذا حال شربهم عن أحوالهم التي كانت في الدنيا ، وما جرى لهم ، وما عملوه ، وذلك من تمام نعيم الجنة ، والتقدير فيقبل بعضهم على بعض وإنما عبر عنهم بالماضي للتأكيد والدلالة على تحقق وقوعه ، قيل : المعنى يشربون ويتحادثون على الشراب كعادة الشراب ، قال الشاعر :

فما بقيت من اللذات إلا *** أحاديث الكرام على المدام