فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالُوٓاْ إِنَّكُمۡ كُنتُمۡ تَأۡتُونَنَا عَنِ ٱلۡيَمِينِ} (28)

{ قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا } في الدنيا { عَنِ الْيَمِينِ } أي من جهة الحق والدين والطاعة وتصدوننا عنها قال الزجاج : كنتم تأتوننا من قبل الدين فتروننا أن الدين والحق ما تضلوننا به ، واليمين عبارة عن الحق ، وهذا كقوله تعالى إخبارا عن إبليس .

{ ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم } .

قال الواحدي : قال أهل المعاني : إن الرؤساء كانوا قد حلفوا لهؤلاء الأتباع أن ما يدعونهم إليه هو الحق فوثقوا بإيمانهم فمعنى تأتوننا عن اليمين أي من ناحية الأيمان التي كنتم تحلفونها فوثقنا بها ، قال : والمفسرون على القول الأول . وقيل : المعنى تأتوننا عن اليمين التي نحبها ونتفاءل بها لتغرونا بذلك عن جهة النصح ، والعرب تتفاءل بما جاء عن اليمين وتسمية السانح ، وقيل : اليمين بمعنى القوة أي تمنعوننا بقوة وغلبة وقهر ، كما في قوله : { فراغ عليهم ضربا باليمين } أي بالقوة ، وهذه الجملة مستأنفة جواب سؤال مقدر وكذلك جملة . { قَالُوا : بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ }