فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱلصَّـٰٓفَّـٰتِ صَفّٗا} (1)

مقدمة السورة:

بسم الله الرحمن الرحيم

سورة الصافات

وهي مائة واثنتان وثمانون آية وهي مكية

قال القرطبي : في قول الجميع . قال ابن عباس : نزلت بمكة وعن ابن عمر قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يأمرنا بالتخفيف ويؤمنا بالصافات ) أخرجه النسائي والبيهقي في سننه .

وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ يس والصافات يوم الجمعة ثم سأل الله أعطاه سؤله ) أخرجه ابن أبي داود في فضائل القرآن وابن النجار في تاريخه .

وعنه : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سأله ملوك حضرموت عند قدومهم عليه أن يقرأ عليهم شيئا مما أنزل إليه قرأ : والصافات صفا . حتى بلغ رب المشارق والمغارب ) الحديث أخرجه أبو نعيم في الدلائل والسلفي في الطيوريات .

بسم الله الرحمن الرحيم

{ وَالصَّافَّاتِ صَفًّا } الواو للقسم ، والمقسم به الملائكة ، والمراد بالصافات التي تصف في السماء من الملائكة كصفوف الخلق في الدنيا قاله ابن مسعود وابن عباس وعكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد وقتادة .

وعن جابر بن سمرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربهم ؟ قالوا وكيف تصف الملائكة عند ربهم ؟ قال : يتمون الصفوف المتقدمة ويتراصون في الصف{[1430]} ) ، أخرجه أبو داود .

وقيل : إنها تصف أجنحتها في الهواء واقفة فيه حتى يأمرها الله بما يريد ، وقال الحسن : صفا كصفوفهم عند ربهم في صلاتهم ، وقيل : المراد بالصافات هنا الطير كما في قوله : { أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات } والأولى ، هو الأول والصف ترتيب الجمع على خط كما يصف في الصلاة ، وقيل : الصافات جماعة الناس المؤمنين إذا قاموا صفا في الصلاة وفي الجهاد ذكره القشيري :


[1430]:صحيح الجامع / 2645.