اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَأَقۡبَلَ بَعۡضُهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ يَتَسَآءَلُونَ} (50)

قوله : { فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ على بَعْضٍ } وهذا على عطف قوله : { يُطَافُ عَلَيْهِمْ }{[47022]} [ الصافات : 45 ] والمعنى يشربون فيتحادثون على الشراب قال :

4206- وَمَا بَقِيَتْ مِنَ اللَّذَّات إلاَّ . . . مُحَادَثَةُ الكِرَامِ علَى المُدَام{[47023]}

وأتى بقوله «فَأَقْبَلَ » ماضياً لتحقق وقوعه ، كقوله { ونادى أَصْحَابُ النار أَصْحَابَ الجنة }{[47024]} [ الأعراف : 50 ] وقوله : { يَتَسَاءَلُونَ } حال من فاعل «أقْبَلَ » والمعنى : أهل الجنة يسأل بعضهم بعضاً عن حاله في الدنيا .


[47022]:انظر: الدر المصون 4/551.
[47023]:من الوافر ولم أهتد إلى قائله. وأتى به استئناسا للمعنى المتقدم عليه أي أن هؤلاء الأقوام لا يتكلمون ويتسامرون إلا عند الشرب وانظر: القرطبي 15/81، والكشاف 3/340 والبحر 7/36 والرازي 26/138، والدر المصون 4/552.
[47024]:المراجع السابقة.