فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ذُقۡ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡكَرِيمُ} (49)

{ ذُقْ } الأمر للإهانة به قولوا تهكما وتقريعا وتوبيخا ذق العذاب { إِنَّكَ } قرأ الجمهور بكسر الهمزة وقرأ الكسائي بفتحها ، وروي ذلك عن علي أي لأنك { أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ } قيل إن أبا جهل كان يزعم أنه أعز أهل الوادي وأكرمهم فيقولون له : ذق العذاب أيها المتعزز المتكرم على زعمك ، وفيما كنت تقوله قال الفراء أي لهذا القول الذي قلته في الدنيا عن ابن عباس في الآية قال : ( يقول لست بعزيز ولا كريم ) أخرج الأموي في مغازيه عن عكرمة قال : لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا جهل فقال : ( إن الله أمرني أن أقول لك " أولى لك فأولى ، ثم أولى لك فأولى " قال فنزع يده من يده وقال ما تستطيع لي أنت ولا صاحبك من شيء ، لقد علمت أني أمنع أهل بطحاء ، وأنا العزيز الكريم ، فقتله الله يوم بدر وأذله وعيره بكلمته ، وأنزل { ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ } ) .