فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَوۡ عَلِمَ ٱللَّهُ فِيهِمۡ خَيۡرٗا لَّأَسۡمَعَهُمۡۖ وَلَوۡ أَسۡمَعَهُمۡ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعۡرِضُونَ} (23)

{ ولو علم الله فيهم } أي في هؤلاء الصم والبكم { خيرا } أي خير { لأسمعهم } سماعا ينتفعون به ويتعقلون عنده الحجج والبراهين ، قال الزجاج : لأسمعهم جواب كل ما سألوا عنه ، وقيل لأسمعهم كلام الموتى الذين طلبوا إحياءهم لأنهم طلبوا إحياء قصي بن كلاب وغيره ليشهدوا بنبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وقال عروة بن الزبير : لأسمعهم أي لأنفذ لهم قولهم الذي قالوا بألسنتهم ولكن القلوب خالفت ذلك منهم .

{ ولو أسمعهم } فرضا وقد علم أن لا خير لهم { لتولوا } عنه ولم ينتفعوا بما يسمعون من المواعظ والدلائل ولم يستقيموا { وهم معرضون } عن قبوله عنادا وجحودا لأنه قد سبق في علمه أنهم لا يؤمنون .