{ واذكروا إذا أنتم قليل مستضعفون في الأرض } الخطاب للنبي وللمهاجرين بتذكير نعمة الله عليهم بالحماية من أعدائهم حيث آواهم في المدينة ونصرهم ببدر وهذه الآية نزلت بعد بدر أي أذكروا وقت قلتكم ، والأرض هي أرض مكة وأطلقها في الآية لأنها لعظمها كأنها هي الأرض كلها أو لأن حالهم كان في بقية البلاد كحالهم فيها أو قريبا من ذلك ، ولهذا عبر عنهم بالناس في قوله .
{ تخافون أن يتخطفكم الناس } والخطف الأخذ بسرعة والمراد بالناس مشركوا قريش وكفار مكة ، وقال عكرمة : كفار العرب وقيل فارس والروم ، قاله وهب { فآواكم } يقال أوى إليه بالمد والقصر بمعنى الضم إليه ، والمعنى ضمكم الله إلى المدينة أو إلى الأنصار .
{ وأيدكم بنصره } أي وقواكم بالنصر في مواطن الحرب التي منها يوم بدر ، أو قواكم بالملائكة يوم بدر { ورزقكم من الطيبات } التي من جملتها الغنائم أحلها لكم ولم يحلها لأحد قبلكم { لعلكم تشكرون } أي إرادة أن تشكروا هذه النعم التي أنعم الله بها عليكم .
وقال قتادة : كان هذا الحي من العرب أذل الناس وأشقاه عيشا وأجوعه بطنا وأعراه جلودا وأبينه ضلالة ، من عاش شقيا ، ومن مات منهم ردّي في النار يؤكلون ولا يأكلون ، لا والله ما نعلم قبيلا من حاضري الأرض يومئذ كان أشر منزلا منهم حتى جاء الله بالإسلام فمن به في البلاد ، ووسع به في الرزق وجعلهم به ملوكا على رقاب الناس ، وبالإسلام أعطى الله ما رأيتم ، فاشكروا لله نعمه فإن ربكم منعم يحب الشكر ، وأهل الشكر في مزيد من الله عز وجل{[835]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.