الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلَٰلٗا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ ٱلۡجِبَالِ أَكۡنَٰنٗا وَجَعَلَ لَكُمۡ سَرَٰبِيلَ تَقِيكُمُ ٱلۡحَرَّ وَسَرَٰبِيلَ تَقِيكُم بَأۡسَكُمۡۚ كَذَٰلِكَ يُتِمُّ نِعۡمَتَهُۥ عَلَيۡكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تُسۡلِمُونَ} (81)

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله : { والله جعل لكم مما خلق ظلالاً } ، قال : من الشجر ومن غيرها . { وجعل لكم من الجبال أكناناً } ، قال : غارات يسكن فيها . { وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر } ، من القطن والكتان والصوف . { وسرابيل تقيكم بأسكم } ، من الحديد . { كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون } ، ولذلك هذه السورة تسمى سورة النعم .

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الكسائي ، عن حمزة عن الأعمش وأبي بكر وعاصم ، أنهم قرأوا : { لعلكم تسلمون } : برفع التاء ، من أسلمت .

وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { سرابيل تقيكم الحر } ، قال : يعني الثياب . { وسرابيل تقيكم بأسكم } ، قال : يعني الدروع والسلاح . { كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون } ، يعني : من الجراحات . وكان ابن عباس يقرؤها : { تسلمون } .