الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{إِذۡ أَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡهِمُ ٱثۡنَيۡنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزۡنَا بِثَالِثٖ فَقَالُوٓاْ إِنَّآ إِلَيۡكُم مُّرۡسَلُونَ} (14)

وأخرج ابن سعد وابن عساكر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان موسى بن عمران عليه السلام بينه وبين عيسى ألف سنة ، وتسعمائة سنة ولم يكن بينهما ، وانه أرسل بينهما ألف نبي من بني إسرائيل ، ثم من أرسل من غيرهم ، وكان بين ميلاد عيسى والنبي صلى الله عليه وسلم خمسمائة سنة وتسع وستون سنة ، بعث في أولها ثلاثة أنبياء . وهو قوله { إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث } والذي عزز به : شمعون . وكان من الحواريين ، وكانت الفترة التي ليس فيها رسول أربعمائة سنة وأربعة وثلاثين سنة .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { إذ أرسلنا إليهم اثنين } قال : بلغني أن عيسى بن مريم بعث إلى أهل القرية - وهي أنطاكية - رجلين من الحواريين ، واتبعهم بثالث .

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية رضي الله عنه في قوله { إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث } قال : لكي تكون عليهم الحجة أشد ، فأتوا أهل القرية ، فدعوهم إلى الله وحده وعبادته لا شريك له ، فكذبوهم .

وأخرج ابن أبي حاتم عن شعيب الجبائي قال : اسم الرسولين اللذين قالا { إذ أرسلنا إليهم اثنين } شمعون . ويوحنا . واسم ( الثالث ) بولص .

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { فعززنا بثالث } مخففة .

وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله { إذ أرسلنا إليهم اثنين . . . . } قال : اسم الثالث الذي عزز به : سمعون بن يوحنا . والثالث بولص ، فزعموا أن الثلاثة قتلوا جميعاً ، وجاء حبيب وهو يكتم إيمانه { فقال يا قوم اتبعوا المرسلين } فلما رأوه أعلن بإيمانه فقال { إني آمنت بربكم فاسمعون } وكان نجاراً ألقوه في بئر ، وهي الرس ، وهم أصحاب « الرس » .