الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ ثُمَّ جَعَلَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ ٱلۡأَنۡعَٰمِ ثَمَٰنِيَةَ أَزۡوَٰجٖۚ يَخۡلُقُكُمۡ فِي بُطُونِ أُمَّهَٰتِكُمۡ خَلۡقٗا مِّنۢ بَعۡدِ خَلۡقٖ فِي ظُلُمَٰتٖ ثَلَٰثٖۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡ لَهُ ٱلۡمُلۡكُۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ فَأَنَّىٰ تُصۡرَفُونَ} (6)

أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله { خلقكم من نفس واحدة } يعني آدم { وخلق منها زوجها } خلقها من ضلع من أضلاعه و { أنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق } قال : نطفة ، ثم علقة ، ثم مضغة ، ثم عظاماً ، ثم لحماً ، ثم أنبت الشعر أطواراً { في ظلمات ثلاث } قال : البطن ، والرحم ، والمشيمة { فأنى تصرفون } قال : كقوله { فأنى تؤفكون } [ الزخرف : 87 ] .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج } من الإِبل ، والبقر ، والضان ، والمعز . وفي قوله { من بعد خلق } قال : نطفة ثم ما يتبعها حتى يتم خلقه { في ظلمات ثلاث } قال : البطن ، والرحم ، والمشيمة .

وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { خلقاً من بعد خلق } قال : علقة ، ثم مضغة ، ثم عظاماً { في ظلمات ثلاث } قال : ظلمة البطن ، وظلمة الرحم ، وظلمة المشيمة .

وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك رضي الله عنه في ظلمات ثلاث قال البطن والرحم والمشيمة .