الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱمۡرَأَتَ فِرۡعَوۡنَ إِذۡ قَالَتۡ رَبِّ ٱبۡنِ لِي عِندَكَ بَيۡتٗا فِي ٱلۡجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرۡعَوۡنَ وَعَمَلِهِۦ وَنَجِّنِي مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (11)

أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإِيمان عن سلمان رضي الله عنه قال : كانت امرأة فرعون تعذب بالشمس ، فإذا انصرفوا عنها أظلتها الملائكة بأجنحتها ، وكانت ترى بيتها في الجنة .

وأخرج أبو يعلى والبيهقي بسند صحيح عن أبي هريرة أن فرعون وتد لامرأته أربعة أوتاد في يديها ورجليها ، فكانوا إذا تفرقوا عنها أظلتها الملائكة عليهم السلام ، فقالت : { رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة } فكشف لها عن بيتها في الجنة .

وأخرج عبد بن حميد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن فرعون وتد لامرأته أربعة أوتاد ، وأضجعها على صدرها ، وجعل على صدرها رحى ، واستقبل بهما عين الشمس ، فرفعت رأسها إلى السماء فقالت : { رب ابنِ لي عندك بيتاً في الجنة } إلى { الظالمين } ففرج الله عن بيتها في الجنة فرأته .

وأخرج أحمد والطبراني والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون مع ما قصّ الله علينا من خبرهما في القرآن { قالت رب ابنِ لي عندك بيتاً في الجنة } » .

وأخرج وكيع في الغرر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { ونجني من فرعون وعمله } قال : من جماعه .