الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱمۡرَأَتَ فِرۡعَوۡنَ إِذۡ قَالَتۡ رَبِّ ٱبۡنِ لِي عِندَكَ بَيۡتٗا فِي ٱلۡجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرۡعَوۡنَ وَعَمَلِهِۦ وَنَجِّنِي مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (11)

ثم قال تعالى : ( وضرب الله مثلا للين ءامنوا امرأة فرعون ) {[69278]} [ 11 ] .

وهي آسية {[69279]} ، آمنت وهي تحت عدو الله فلم يضرها كفره ، إذ لا تزر وازرة وزر أخرى . فدعت الله أن [ يبني ] {[69280]} لها بيتا في الجنة ففعل ، [ وسألته ] {[69281]} أن ينجيها من فرعون وعمله {[69282]} وعمل قومه ففعل ، فماتت مسلمة {[69283]} .

قال القاسم بن أبي بزة {[69284]} : ( كانت امرأة فرعون تقول ، تسأل من غلب ، فيقال : غلب موسى وهارون فتقول : آمنت برب موسى وهارون ، فأرسل إليها {[69285]} فرعون ، فقال : انظروا أعظم صخرة تجدونها ، فإن مضت على قولها فألقوها عليها ، وإن رجعت عن قولها فهي [ امرأتي ] {[69286]} . فلما أتوها رفعت بصرها إلى السماء فأبصرت بيتها في الجنة فمضت على قولها ، فانتزع الله روحها وألقيت الصخرة على جسدها ليس فيه روح ) {[69287]} .

قال قتادة : ( ( كان أعتى أهل الأرض ( على الله ) {[69288]} وأبعد من الله ، فوالله ما ضر امرأته كفر زوجها حين أطلعت ربها لتعلموا أن الله حَكَمٌ عدل لا يؤاخذ أحدا إلا بذنبه ) ) {[69289]}


[69278]:- تمام الآية:( إذ قالت رب لبن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين)[11].
[69279]:- آسية بنت مزاحم.
[69280]:- م: يبنا.
[69281]:- م, ث: رسالته ( تحريف).
[69282]:- أ, ث: ومن عمله.
[69283]:- انظر: جامع البيان28/171.
[69284]:- أ: برة, ث: بره. والذي في المتن هو القاسم بن أبي بزة, اسمه نافع ويقال: يسار, ويقال نافع بن يسار المكي أبو عبد الله ويقال أبو عاصم, المخزومي مولاهم, قيل إن أصله من همدان, ثقة, روى عن ابن جبير ومجاهد, وعنه عمرو بن دينار وشعبة. ت:124هـ. انظر: تهذيب التهذيب 8/310.
[69285]:- ث: فأرسل الله إليها.
[69286]:- م: امرأته.
[69287]:- جامع البيان28/171.
[69288]:- ساقط من ث.
[69289]:- جامع البيان 28/171, وتفسير ابن كثير 4/420.