إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱمۡرَأَتَ فِرۡعَوۡنَ إِذۡ قَالَتۡ رَبِّ ٱبۡنِ لِي عِندَكَ بَيۡتٗا فِي ٱلۡجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرۡعَوۡنَ وَعَمَلِهِۦ وَنَجِّنِي مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (11)

{ وَضَرَبَ الله مَثَلاً للَّذِينَ آمَنُوا امرأت فِرْعَوْنَ } أي جعلَ حالها مثلاً لحالِ المؤمنينَ في أنَّ وصلةَ الكفرةِ لا تضرُّهم حيثُ كانتْ في الدُّنيا تحت أعدى أعداءِ الله وهيَ في أعلى غرفِ الجنةِ وقولِهِ تعالَى : { إِذْ قَالَتِ } ظرفٌ لمحذوفٍ أشيرَ إليهِ أي ضربَ الله مثلاً للمؤمنينَ حالَها إذْ قالتْ { رَبّ ابن لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الجنة } قريباً من رحمتكَ أو في أَعلَى درجاتِ المقربينَ . رُوِيَ أنها لما قالتْ ذلكَ أريتْ بيتَها في الجنةِ من دُرَّةٍ وانتُزِعَ رُوحُها { وَنَجّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ } أي مِنْ نفسِه الخبيثةِ وعملِه السيء { وَنَجّنِي مِنَ القوم الظالمين } من القبطِ التابعينَ لهُ في الظلمِ .